مدينىة البهائم – الحلقة الثانية – الجزء الأول : “الحقيقة وراء تدين الشعب المصرى ”


قيل قديما…ويقال حديثا…جملة مشكوك فى أمرها…وهنا أحاول باجتهاد شخصى بحت الوصول الى الحل الأمثل تجاه هذه النقطة المحورية…!

قيل و يقال: “الشعب المصرى متدين بطبعه…”

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ما المقصود بهذه العبارة؟ وعلى أى أساس تم وصف الشعب المصرى بهذا الوصف؟ وهل يعد هذا الوصف وصفا صحيحا؟وان كان صحيحا…فلماذا هو صحيح؟وان كان خطأ…فلماذا أيضا؟

ما الحقيقة وراء هذه العبارة…والتى ان سمعها أى فرد من خارج مصر…وأتى و زار مصر و عاش بين أهلها لفترة ليست بالطويلة و تحديدا فى هذه الفترة…سيتأكد أن الجملعة عبارة عن ترهات و خرافات تصل الى درحة “الهرى المركب”….!

دعونا اذا نبحث فى هذا الأمر…ونعود بالتاريخ الى الوراء…كثيرا…

قيل لنا فى كتب الجغرافيا – بعيدا عن قصص حشائش السافانا التى تنمو فى المناطق الاستوائية- و كتب التاريخ أن مصر تقع فى موقع متميز وسط العالم بين قارات العالم القديم – وهو أحد الأمور اللى وكسانا منذ الأزل – مما أعطاها أهمية خاصة و مكانة متميزة وسط الدول المختلفة…حقيقة علمية ربما تكون لها أهمية فى تلك العملية البحثية…!

ومعروف أن الأديان السماوية الثلاثة: اليهودية و المسيحية و الاسلام بدأ فى الانطلاق الى العالم أجمع من النقطة المحورية…مصر. ربما كان هذا هو سبب المقولة…؟؟؟

أولا و قبل أن نخوض أكثر فى قصة معرفة الحقيقة وراء تدين الشعب المصرى…ما المقصود مبدئيا بالتدين!؟

التدين هى كلمة لا تطلق على دين معين…بل هى كلمة تعبر عن انتماء شخص ما لدين ما و ايمانه بهذا الدين عن طريق اتباع التعاليم المنزلة فيه بشكل كامل طمعا فى الحياة السعيدة و الصحيحة و بناء المجتمع السليم و دخول الجنة كنتيجة أخيرة….

ماشى…!

اذا نحن نتحدث عن كل من يتدين بدين…وعلاقته بدينه…وتأثير هذه العلاقة على حياته الشخصية و على من حوله من أفراد و بالتالى على المجتمع ككل…!

جميل…!

السؤال الملحمى:

هل الشعب المصرى متدين فعلا؟! و سؤالى يعتمد فى تحليل اجابته على حقائق مستمدة تحديدا من الفترة الحالية…وبعض الفترات السابقة…

وسوف أتجه للتحدث بشكل حر عن عدد من النقاط المختلفة فى حياة الكائن – الانسان – المصرى اليومية كمحاولة – أتمنى أن تنجح – للوصول الى الحقيقة العارية…! (الحقيقة العارية هى لفظ يوضح مدى و شدة وضوح الحقيقة…و هى لغويا تعد استعارة مكنية لتوضيح شدة الوضوح المراد الوصول اليها…هذا الشرح لضعاف النفوس اللى هيفكروا أن فى حاجة كده و لا كده و للبعض الآخر اللى ممكن يطلع يقولى عارية دى حرام…!)

وتلك النقاط أو التجارب بمعنى أكثر دقة هى تجارب شخصية أو منقولة عن بعض المعارف الموثوق فيهم أى مقتبسة عن قصص حقيقية…

مثال 1 :العمل فى مصر :

كما قال جاك نيكلسون فى أحد أفلامه – هذا المقطع الذى انتشر مؤخرا على المواقع الاجتماعية – عايز تعمل شغل فى مصر…ارشى واحد مصرى…!

بعيدا عن حقيقة أن الأمريكان بيحبوا يشوهوا صورتنا…و انهم عندهم فساد…وهذا الهرى اللى هيطلع يقولوا البعض دفاعا عن صورتنا الغير مشرفة…فهذه الجملة شديدة الصراحة…

أنا كمواطن…لما أتعاملت مع الحكومة…تحديدا فى أمرين…استخراج شهادة الفيش الثلاثى للجيش من قسم الهرم…وبعيدا عن القصة التفصيلية…الشهادة لم تصدر الا بعد دفع خمسة جنيه لموظف الشباك…

و ساعة استخراج الرخصة…فشلت التجربة فى المرة الأولى بسبب المسؤول عن الاختبارات اللى كان عايو 20 جنيه و أنا مكنتش أعرف…المهم تم تأجيل استخراج الرخصة 3 شهور و رجعت بواسطة و تم استخراج الرخصة فى أقل من نصف ساعة…وللمعلومية المرتشى كان فى مرور فيصل…ومرور فيصل معروف ببلاويه…!

قصص كثيرة من الممكن أن يحكى كل فرد من الأفراد 10 – 20 قصة عن كم الرشاوى اللى بيتدفع اضطراريا علشان المصالح تتقضى و بشكل يومى…

وهل تختلف الرشوة عن الواسطة؟؟؟! أنا لا أرى أى اختلاف…

الواسطة…سبيل تعيين الكثير من الأفراد فى العديد من الوظائف…الواسطة التى لا تنظر الى كفاءة أو معايير…ربما يكون المتعين جيدا…أمر محتمل…ولكنها ليست القاعدة…

المتعارف عليه…للحصول على وظيفة…تتحدد الكفاءة و الامكانيات و المؤهلات وما الى غير ذلك…مش المعارف….وأعتقد أن لكل شخص عدد من الحكايات عن الوسائط…!

الشحاتة فى مصر…بدلا من أن تكون وسيلة للمساعدة يبحث بها فرد محتاج عن مساعدة حتى يتمكن من التصرف فى أموره…أصبحت مهنة فى حد ذاتها…مهنة احترافية…تحتاج الى الصبر و المهارات التمثيلية و الكوميونيكيشن سكيلز و البريزنتيشن سكيلز و حاجات تانية….

بعد المهن الغير مفهومة…سايس العربيات…اللى تحول من أن كان يبحث عن المساعدة بمساعدة الناس الى بلطجى بيلم اتاوة….

(ملحوظة: السبب فى ظهور آخر مهنتان هما الحكومة قديمها و جديدا بمشاركة الشعب…ليست مشكلة العاملين بها وحدهم)

الكذب و الغش أثناء عمليات البيع…يحلف لابياع انه ما هيكسب في البيعة جنيه….!!!

النصب بأشكاله و أنواعه المختلفة…بداية من النصب على السياح و بيع زجاجة المياه ب 5 دولارات للزجاجة…الى النصب على المواطنين الشرفاء بحيل و ألاعيب كثيرة…تحت شعار الفهلوة…

النوم فى العمل…والتزويغ من العمل…ظواهر انتشرت فى الكثير من الأماكن….

البلطجة المتزايدة من سائقى المواصلات العامة على الركاب…بفرض أسعار غير منطقية نظير خدماتهم…كاستجابة لبلطجة من نوع آخر من بلطجية حقيقيين على هؤلاء السائقين…يعنى بلطجة مركبة…

محاولة الكسب السريع من أى عمل…حتى ان اضطر الفرد الى بيع الهواء…وعدم المخاطرة بالمال لتكوين صناعات حقيقية تعود بأرباح مهولة…وهو من الغباء الفكرى…مش مهم أصرف المهم أكسب….!

المتاجرة بحياة الانسان – الرخيصة – بعدم اتباع المواصفات فى الكثير من الأعمال كالطعام و الشراب و البناء و ما الى غير ذلك….كم من قضايا رأيناها حول هذه الأمور…من أشهرها قضية هايدلينا المملوكة لأحد رجال الحكومة السابقة…و قضية العبارة الغارقة الشهيرة….!

الحصول على الأجر دون أداء العمل بشكل كامل…أو بشكل نهائى…وهو ما يتعارض مع : ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه “…صدق رسول الله عليه الصلاة و السلام…

كم من الوقائع السالف ذكرها نراها فى حياتنا و بشكل يومى؟؟؟ ومن المفترض أن وجود أمر واحد منهم يؤثر على حقيقة تدين الناس…فما بالك بوجودهم جميعا…؟ وما بالك أن الوقائع السالف ذكرها تتعلق بالعمل فقط…ولم تذكر كل الوقائع…ما بالك اذا تحدثنا عن الأخلاق؟ المعاملات؟ العلم؟

للموضوع بقية ان شاء الله…وعذرا للاطالة…!

4 thoughts on “مدينىة البهائم – الحلقة الثانية – الجزء الأول : “الحقيقة وراء تدين الشعب المصرى ”

  1. الشحات بيبصلك دلوقتى على انك السبب فى اللى هوا فيه وانك واخد حقه ومن هنا بقى يتبع أسلوب
    أعنف كل مرة ،، لدرجه انهم بياخدوا الحاجه اللى فى ايدك وغصب عنك دلوقتى !!!

    بس هوا لو الشعب مش بيحب الدين بطبعه ليه اختاروا الإخوان كُلهم ؟
    الا لو كان فيه حاجة فى قلبه بغض النظر عن كل الحاجات الغلط اللىّ بيعملها
    بتخليه يبدى الدين عن أى حاجة تانيه ؟ وخصوصاً الناس الغلابه 🙂

    ولو دخلت فى حوار فيه دين وحرام وحلال بتلاقيه يدوس ويبقى مُتعصب كمان لدينه
    مع ان مُمكن يكون مش بيعمل اصلاً بالحاجات اللى بيتعصب ليها دى

    من وجهة نظرى الشعب المصرى شعب شيزوفرينى
    بيعمل حجات كتير غلط واتعود عليها لدرجه انه مابقاش يحس انها أصلاً غلط
    وفى نفس الوقت بيحب الدين وساعة الجد بيبقى مثتعصب وعروقه تتنفخ لو حد مس الدين بتاعه

    إحنا إمتزجنا بالغلط لحد مابقناش نقدر نميزه او نتخلى عنه
    ولكن ده مايمنعش اننا فينا نزعه دينيه مسيطره على جزء كبير مننا

    الدين فى قلوبنا بس الغلط مغطى عليه 🙂

    1. شكرا على الرد و الاهتمام…
      أحب أعقب على عدد من النقاط…
      من الأمور المهمة فى التدين…التدين على أساس المنطق…وعلى أساس الفكر و العقل…
      بمعنى ان التدين المفروض ميبقاش من نوع: هذا ما وجدنا عليه آبائنا
      المفروض التدين بالتدبر…والتدبر بالفهم و العلم…اقرأ
      وعليه…فالنزعة الدينية دى…أحيانا أستشعرها من باب المبالغة…أو يعنى مبدأ انى غيور و خلاص…دون أى حكمة أو عقل…
      وللعلم…
      نص الناس اختاروا الاخوان…
      وللعلم تانى…
      الاخوان ليسوا هم الدين…من المفترض أنهم فئة من الشعب…أو مجموعة…معروف عنهم التدين-كما يقال يعنى
      وعليه فأنا بختار ناس مش دين…
      بما يؤدى الى ان الناس اختارت رمز…
      الناس بتحب الرمزية…بما فيها الرمزية الدينية
      للعلم…أنا بتناقش ما بقولش رأيى الخاص
      😀
      وآسفا مضطر أقول أن معظم الرموز الدينية بتسقط واحد تلو الآخر…الا من رحم ربى
      وبنرى التناقضات حتى فى تصرفات رجال الدين و أقزالهم و أفعالهم…وخصوصا فى أوقات التدخل بالسياسية
      وهيبقى فيه كلام أكثر…المقال القادم ان شاء الله 🙂

  2. ماهوا لو تعصب مبنى على اساس فكر ومنطق
    ماكونتش تلاقى حد بيتعصب على حاجة وهوا أصلاً مش بيعمل بيها !!

    حد يقعد يكلمك على الصلاه وان اللى مش بيصلى يبقى كااافر وكده
    وممكن يكون هوا نفسه مش بيصلى أصلاً وأمثله غير كده كثير

    فماتقدرش تُحكم دلوقتى هل هوا فعلاً بيمّثل انه عنده نزعة دينيه
    وغيور أم بيعانى من الشيزوفرينيا 😀

    أو بيغضب ربنا بس عامل نفسه مش واخد باله
    زى مبارك كان بيسرق البلد وهوا مش واخد باله برضه 😀 😀

    والنزعه يعنى مُجرد بيميل لحاجه وده مش معناه
    انه مُلِم بكل جوانبها

    أنا بتكلم على مجلس الشعب وخصوصا الاقاليم
    الإخوان كانوا مُكتسحين فى كُل حته

    وبعد كده فى نفس الأقاليم دى شفيق إكتسح برضه !!!

    فده يِفسّر الشيزوفرينا الى قصدى عليها
    😀

    بالنسبه للإخوان من وجهة نظرى هثما مجموعه من الناس مُحتكرين الدين ليهم
    بي وأى حد تانى غيرهم يبقى كافر 😀

    1. وهل ده يبقى مجرد شيزوفرينيا ولا نفاق؟؟
      مبدأ أنا مسلم و بتاع ربنا و الباقى كفرة؟؟
      و مش عارف ايه حرام و مبصليش؟؟
      والفتى الكثير دون علم؟؟وقد تصل الى حد المبالغة؟؟
      أساسا الانتماء للدين بيجعل الشخص متواضع..مش مغرور و طالع فوق الناس
      أما عن الاخوان..فحالتهم حالة..وليهم مقالة ولا اثنين لوحدهم الفترة اللى جاية
      🙂

Leave a comment