مدينة البهائم – الحلقة الأولى – مدخل الى مدينة البهائم


تنويه : أنا لم أقرأ تلك الرواية من قبل و لا أعرف عنها أى شىء و بالتالى فغالبا لن تجد أى تشابه بين تلك الرواية من الأدب العالمى و ذلك الهرى الذى أكتبه…

من تكون مدينة البهائم؟ ولماذا سميتها بهذا الاسم؟

المقصود عزيزى القارئ بمدينة البهائم…تلك المدينة أو الدولة التى نعيش فيها…وأرجو ألا تعتبروا الفكرة اهانة لذات أحدكم الشخصية عالية القيمة…فالبهائم من المخلوقات على الأرض…وهى ليست كائنات قبيحة…بل هى من أفضل الكائنات الوديعة التى تتحمل قرف الانسان بل و تمده باللحوم و الألبان…ورغم ذلك لا يقدر الانسان فضل البهائم عليه و يعتبر أن لفظة “البهيم” شتيمة تدل على الغباء!! عجبا لك أيها الانسان….

أما عن اختيار اسم البهائم للمقالة – أو المجموعة المقالية باعتبار ما سيكون ان شاء الله – يرجع الى صفات محددة فى تلك البهائم…فهى مخلوقات تعمل فقط وفق رغبة الانسان…لا تحيد أو تعترض على أى من رغباته…تنام و تصحو و تعمل و تتزاوج و تنجب و تموت…دون ابداء رأى…أو اثراء مجتمعاتها فكريا أو بناء حضارات أو ما الى غير ذلك…

من خلال الوصف السابق…يتبين لنا أن الكثيرون ممن يعيشون على أرض الكنانة من الممكن ربطهم بهذه الفئة – وتذكروا دوما اننى لا أسب أو أهاجم – انطلاقا من مبدأ التشابه بين الصفات و العادات و الأفكار…

البهائم تشمل العدد الأكبر من البشر فى وطننا…

اسمحوا لى ببعض الاستثنائات بشكل مبدئى…أولا يجب أن نستثنى كل من لم ينل حظا من التعليم اما لظروف مادية أو مجتمعية…فهو ضحية مجتمع…كما يجب أن نستثنى شديدى الفقر الذين لا يجدون حقهم الطبيعى فى الحياة سواء فى المأكل و الملبس و المشرب والحياة الكريمة…

كما يجب أن نستثنى فئة أهل العشوائيات…تلك الفئة التى تعيث فى الأرض فسادا…لماذا؟؟؟ لأنهم موجودون بهذه الصفات الغريبة و التى تميل كلية الى الشر و التخريب بسبب حكومات سابقة و بسبب أغنياء المجتمع…بل بسبب المجتمع كله الذى رفض تواجده معهم!

عدا ذلك…فالبهائم لا حصر لهم…

من الممكن أن تجد الشخص المتعلم…ولا يسعى الى العمل و يعيش على الشحاتة…

ومن الممكن أن تجد من يأكل…ولكنه مقابل مزيد من “الفتافيت” من الممكن أن يضع صوتا فى الانتخابات بلا وعى…

وتجد المثقف…الذى لا يشغل باله بحال المجتمع من حوله…

وتجد المتعلم العامل…الذى يشاهد “مهمة فى فيلم قديم”…

وتجد شبه المثقف بكسر الشين…والذى دوما ما يفتى فى كل أمور الحياة ما ظهر منها و ما بطن…

وتجد آخر…لا ينفك عن مشاهدة برامج التوك شو من قناة الى أخرى…وكل قناة لها من المحتوى ما يضلل عقل المرء…وتجده يوافق على هذا و ذاك الى أن ينتهى به الأمر فى وضع من لا يفهم أى شىء!

ومعلمون…يحفظون طلابهم المعلومة بل و “يرضعوها” لهم…دون شرح أو توضيح أو تحليل بل و ربما يزيد الوضع الى أن يتعالى ذلك المعلم على طلابه ليريهم أنهم لا يفقهون شيئا…

و أطباء…يدمرون مناعة الأطفال باعطاء الطفل ذى الشهرين عدد من الأدوية المبالغ بها لمجرد دور برد! أو آخرون كل همهم هو جمع المبالغ الطائلة على حساب المرضى…وكأن تذكرة الكشف كتذكره حضور الحفلات فى الصفوف الأولى…!

وأناس من كل نوع…هدفهم الأول زرع الاحباط فى نفوس الشباب…

ومنافقين…و آفاقين…و نصابين…

ومغفلين…!

انى أدعوك أن تنظر حولك يوميا…لن أقل لك انظر فى بيتك علشان ما تزعلش…

أنظر من حولك فى الصباح الباكر ساعة الذهاب الى العمل…أو فى منتصف اليوم…أو آخره أو فجر اليوم القادم…

أنظر جيدا…و حاول أن تحدد عدد البهائم الموجود فى بيئتك…!

فمثلا…حاول أن تحصر عدد البهائم فى عملك…أو فى أصدقائك…أو فى جيرانك…أو فى الشارع و انت تسير ذاهبا الى أى مكان…

تأمل البشر جيدا و حاول أن تحدد…من يمتلك صفات البهائم…و من يزيد عنها…ومن يعتبر وجود البهائم أكثر قيمة من وجوده…بل حاول أن تحدد من يكون وجوده خطرا على وجود البهائم الطبيعية…

لا مانع من أن تحدد أولئك الأشخاص من الشخصيات العامة…حكومات…اعلاميين…حكوميين وما الى غير ذلك…حددهم لنفسك و لا تتحدث عنهم أمام الناس حتى لا يصير جدلا بلا فائدة…

و فى نهاية اليوم…

كم من البهائم وجدت فى حياتك اليومية؟؟؟

يتبع ان شاء الله

الحلقة القادمة من مدينة البهائم بعنوان :

 الشعب المصرى متدين بطبعه

One thought on “مدينة البهائم – الحلقة الأولى – مدخل الى مدينة البهائم

  1. “‘أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور “

Leave a reply to Ahmed Tarek Mehrez Cancel reply